ما أكثر ما في القرآن الكريم من الإشارات التي تفيد في طرد الهم، وجلب السعادة.
والحديث في هذه الخاطرة عن آية في هذا الشأن، ألا وهي قوله _تعالى_ مخاطباً نبيه (عليه الصلاة والسلام):
[وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ (98
وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ] الحجر.
فالنبي عليه الصلاة والسلام يسوؤه إعراضُ المشركين، وصدُّهم عن الإيمان مع أنهم يرون أدلته كالشمس في رأْد الضحى، ويسوؤه ما يلقاه من السخرية
، والأذى، ويسوؤه كونُ أكثرهم من عشيرته وقرابته، وممن يعرفون صدقه وأمانته، ويسوؤه وهو الرؤوف الرحيم علمُه بمصيرهم إذا ماتوا على ذلك.
فهذه الأمور وغيرها من شأنها أن تضيِّق صَدْرَ النبي ".
ولكن الله (عز وجل) في هذه الآية أرشده إلى ما يطرد به الهم، ويحل محله السرور والرضا؛ حيث أمره بخصوص، ثم عموم، ثم أعم، فأرشده إلى أمر يسير
وهو ذكر الله وتسبيحه، وإلى الصلاة وهي أعم من الذكر المجرد، ثم أرشده إلى الإقبال على العبادة بمفهومها العام الشامل حتى يفارق الدنيا؛ ففي ذلك سلوته، وعزاؤه، بل فرحه، ونعيم قلبه.
فيا لها من وصفة عظيمة لو تدبرناها، وأخذنا بها